4. الحياة الطيبة والغذاء النبوي:

إن صحة البيئة والإنسان متلازمتين لأن الإسلام يمثل منهجاً متكاملاً للحياة والانسان وهذا المنهج يراعي صحة البيئة والإنسان وأنماط الاستهلاك وطريقة العيش حسب الهدي النبوي التي تؤكد على معاني الزهد والتناغم مع المحيط الخارجي.


إن شد الرحال إلى مكة يتضمن حالة من محاكاة نمط العيش الذي عاشه خير القرون من مخـاطبة القمر (ربي وربك الله) وعشق للحياة والنماء والزراعة وعمارة الكون والطعام الطيب والحرص على نوعية الطعام التي وردت في السُنة والأثر وهي موثقة في السُنة المطهرة؛ بحيث يعيش الإنسان الزائر لمكة المكرمة حالة حقيقية في طعامه وسلوكه ودعائه كما عاشها الصحابة رضوان الله عليهم، وفي ذلك فرصة لتطوير وترويج "غذاء السنة" وجعله كعلامة مميزة لها هوية خاصة.


أخيراً، يبدو لي أن عملية تطوير مكة المكرمة كمدينة خضراء يقتضي وجود عملية وحالة مستدامة من التعليم و التأمل والبحث والتطوير ونقل التقنيات المناسبة وتطوير البناء الأخضر والعمارة الخضراء وبحوث الطاقة المتجددة والصناعة النظيفة والنقل والمياه والطاقة. كل ذلك يتطلب منهجية واضحة لتطوير برنامج الدراسات العليا تختص في العمارة الخضراء والتنمية المستدامة والدراسات المستقبلية بحيث يكون حقل الدراسة والبحث حول تطوير مكة المكرمة كمدينة بيئية ليس فقط للقرن الواحد والعشرين بل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.


لذا فهناك حاجة ملحة لتطوير فريق دولي استشاري يفكر بخطط طويلة المدى تراعي تغير الزمان وقدسية المكان للعالم الإسلامي بحيث يعيش من يشد الرحال إلى مكة المكرمة حالة شد للروح والعقل والجسم والرؤية.

قد تبدو هذه المبادرة حلماً بعيد المنال ولكن هناك ضرورة لتطوير رؤية طويلة المدى على استشراف المستقبل وتطوير نموذج لمدينة خضراء تربط البعد الإقتصادي والإجتماعي والروحي والبيئي.